للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعاني الثَّرَّة، فالقارئون لها والمتدبرون معانيها يقطفون منها نوادر الأمثال, وجواهر الحكم, وقلائد الأدب، وللأمثال في الكتاب العزيزثلاثة أنواع:

- الأمثال المصرحة: وهي ما صُرِّحَ فيها بلفظ المثل، أو ما يدل على التشبيه، كما جاء في قوله سبحانه {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} (١) فقد ذكر الله سبحانه في هذه الآية حال المنافقين " وتقدير هذا المثل أن الله سبحانه شبههم في اشترائهم الضلالة بالهدى وصيرورتهم بعد البصيرة إلى العمى بمن استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله وانتفع بها وأبصر بها ما عن يمينه وشماله وتأنس بها فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره وصار في ظلام شديد لا يبصر ولا يهتدي" (٢)

- الأمثال الكامنة: وهي التي لم يصرح فيها بلفظ التمثيل، ولكنها تدل على معاني رائعة في إيجاز، ويكون لها وقعها إذا نقلت إلى ما يشبهها، ومن أمثلة هذا النوع قوله سبحانه {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} (٣) وقوله سبحانه {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (٤) وللآيتين معنى المثل السائر: خير الأمور الوسط ومن أمثلة هذا النوع أيضاً قوله عزَّ وجلَّ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (٥)، وهذه الآية الكريمة كقولهم: كما تدين تدان.

- الأمثال المرسلة: وهي جمل أرسلت إرسالاً من غير تصريح بلفظ التشبيه، فهي جارية مجرى الأمثال، كما في قوله سبحانه {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (٦)،وقوله عزَّ وجلَّ {لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} (٧)، وقوله سبحانه {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (٨)


(١) - سورة البقرة. آية: ١٧.
(٢) - تفسير ابن كثير. ١/ ٨٣.
(٣) - سورة البقرة. ٦٨.
(٤) - سورة الفرقان. ٦٧.
(٥) - سورة النساء. آية: ١٢٣.
(٦) - سورة الرحمن. آية: ٦٠.
(٧) - سورة المائدة. آية: ١٠٠.
(٨) - سورة فاطر. آية: ٤٣.

<<  <   >  >>