للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصحيح النية، وحسن الاستماع، والتسليم بالخطأ، والتواضع، والإنصاف، والأمانة، والعدل، والرجوع للحق، وتجنب المراوغة والكذب، وغير ذلك.

- {مَثْنَى وَفُرَادَى}، مراجعة النفس على انفراد أو مع مقربين، وهذا من أدعى الأمور لحسن التفكر وقبول الحق بالبعد عن الأجواء المشحونة والغوغائية، وهذا العامل الأساسي يجمع للمُحَاوِر عدة أمور منها:

مراعاة الجو المحيط بالحوار، والتعارف بين الطرفين، والمحافظة على هدف الحوار والوصول لنتائج.

- {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} النظر فيما يقول المخالف هو الوسيلة الأساسية للوصول للحق مع الشرطين السابقين، والمقصود بالتفكر البحث عن الأدلة، والتحقق من ثبوتها ودلالتها على المراد، وهذا العامل الأساسي يجمع للمُحَاوِر عدة أمور منها:

حسن العرض والبيان مع التثبت والتوثيق، والبدء بمواطن الاتفاق، وطلب الدليل، والتسليم بالحق والبدْء بالأهم (١).

وقريب من معنى هذه الآية الجامعة قوله تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٢)، فقد قال فيها الطبري رحمه الله {(ادْعُ) يا محمد من أرسلك إليه ربك بالدعاء إلى طاعته (إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ) يقول: إلى شريعة ربك التي شرعها لخلقه، وهو الإسلام (بِالْحِكْمَةِ) يقول بوحي الله الذي يوحيه إليك وكتابه الذي ينزله عليك (وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) يقول: وبالعبر الجميلة التي جعلها الله حجة عليهم في كتابه، وذكّرهم بها في تنزيله، كالتي عدّد عليهم في هذه السورة من حججه، وذكّرهم فيها ما ذكرهم من آلائه (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) يقول: وخاصمهم بالخصومة التي هي أحسن من غيرها أن تصفح عما نالوا به عرضك من الأذى، ولا تعصه في القيام بالواجب عليك من تبليغهم رسالة ربك} (٣).


(١) - الحوار وآدابه في ضوء الكتاب والسنة. ص: ٤٨ - ٥٤.
(٢) - سورة النحل. آية: ١٢٥.
(٣) - تفسير ابن جرير الطبري. ١٤/ ٤٣٥.

<<  <   >  >>