للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثاني: أنه قد جاء التصريح في كثير من الأحاديث بأن المغفرة قد تكون مع الكبائر كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - (غُفر له وإن كان فرَ من الزحف)، وغيرها.

الثالث: أن قوله تعالى لأهل بدر ونحوهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم إن حُمل على الصغائر أو على المغفرة مع التوبة لم يكن فرق بينهم وبين غيرهم فكما لا يجوز حمل الحديث على الكفر لما قد عُلم أن الكفر لا يُغفر إلا بالتوبة فلا يجوز حمله على مجرد الصغائر المكفرة باجتناب الكبائر.

• شروط التوبة: الإقلاع عن الذنوب والندم على ما فات والعزم على عدم العودة وإرجاع حقوق من ظلمهم أو طلب البراءة منهم وأن تصدر في زمن التوبة وهو ما قبل حضور الأجل أو طلوع الشمس من مغربها , ثم إن كان الذنب مما يوجب الكفر فلا بد من الإتيان بالشهادتين وإثبات ما أنكر وإنكار ما قد اعتقد مما يوجب الكفر. وقد ذكر أهل العلم تفصيلات أخرى لشروط التوبة النصوح منها: أن يكون ترك الذنب لله لا لشيء آخر, وأن يستشعر قبح الذنب وضرره, فلا يشعر باللذة والسرور حين يتذكر الذنوب الماضية ولا يتمنى العود لذلك في المستقبل , والمبادرة إلى التوبة , وأن يخشى على توبته من النقص ولا يجزم بأنها قد قُبلت فيركن إلى نفسه ولا يأمن مكر الله ولكن دون التعمق في ذلك إلى حد القنوط من رحمة الله بل عليه إحسان الظن بربه فيكون بين رجاء وخوف , واستدراك ما فات من حق الله إن كان مُمكناً كإخراج المعصية , وإتلاف المحرمات الموجودة عنده التي لا ينتفع بها -أن الزكاة التي منعها في الماضي - مفارقة موضع المعصية إذا كان وجوده فيه قد يُوقعه في المعصية مرة أخرى , ومفارقة من أعانه على المعصية ويختار من الرفقاء الصالحين من يعينه على نفسه ويكون بديلاً عن رفقاء السوء , وأن يعمد إلى البدن الذي رباه بالسحت فيصرف طاقته في طاعة الله ويتحرَى الحلال حتى ينبت له لحم طيب.

• ماذا تفعل إذا أذنبت؟ عملان الأول: عمل القلب (ندم على ما فات –العزم على عدم العودة) الثاني: عمل الجوارح (الإقلاع فوراً – فعل الحسنات المختلفة من الحسنات والطاعات ومنها صلاة التوبة) والنتيجة يُغفر ما تقدم من ذنبه + تجب له الجنة).

<<  <   >  >>