للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والدرجة الثانية من المحبة: وهي فضل المتسحب أن ترتقي المحبة من ذلك إلى التقرب بنوافل الطاعات، والانكفاف عن دقائق الشبهات والمكروهات، والرضا بالأقضية المؤلمات.

القسم الثاني: محبة ليست بعبادة في ذاتها وهذه نوعان:

النوع الأول: المحبة لله وفي الله: وذلك بأن يكون الجالب لها محبة الله أي كون الشيء محبوباً لله تعالى من أشخاص كالأنبياء والرسل والصديقين والشهداء والصالحين، أو أعمال كالصلاة والزكاة وأعمال الخير.

وميزان المحبة الخالصة لله: أنها لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء , أما محبة الآخرين لإحسانهم جائزة ولكنها لا تزيد من المحبة الطبيعية ولكن المُتكلم عنها المحبة التي تكون لله فمن أحب لله وأبغض لله فهي أوثق عرى الإيمان وعلى المسلم أن يقتصد في حبه وأن يكون متوازناً.

النوع الثاني: محبة لغير الله وهي نوعان:

الأول: مذمومة وهي محبة ما يبغضه الله من كفر وفسوق وعصيان, وهذه المحبة منها ما هو شرك أكبر ومنها ما هو دون ذلك , فمحبة الشخص الكافر لكفره كفر أكبر , أما محبّة الشخص كافراً كان أو مسلماً لِفسْقِه أو لمعصيةٍ يقترفها , فهذا إثمٌ ولاشك، ولكنه لا يصل إلى درجة الكفر لكونه لا ينافي أصل الإيمان؛ وهذا الحبّ قد يكون كبيرة من كبائر الذنوب، وقد لا يكون كذلك، بحسب حال المحبوب ومعصيته، فمن أحبّ محبوباً لارتكابه الكبائر، فهذا الحب كبيرة، ومن أحبّه لصغيرة يرتكبها، فلا يزيد إثمه على إثم من ارتكبها وأمّا الحبّ المباح فهو الحب الطبيعي، وهو الخارج عمَا سبق , كحبّ الوالد لولده الكافر، أو الوَلَدِ لوالديه الكافرين، أو الرجل لزوجه الكتابيّة، أو المرْءِ لمن أحسنَ إليه وأعانه من الكفار , فهذا الحُبّ المقيد مباح وهو رخصة، مادام لم يؤثر في بُغْضه لكفر الكافرين، وفسق الفاسقين، ومعصية العاصين , أمّا إذا أثّر في بُغْضه، فإنه يعود إلى أحد القسمين السابقين، بما فيهما من تفصيل.

الثاني: المحبة الطبيعية وهي مذمومة إذا لم تُضبط بالضوابط الشرعية أو كانت في حق عموم الكفار وإلا فهي جائزة وقد تكون مستحبة , وهي أربعة أصناف:

الصنف الأول: محبة إشفاق ورحمة وذلك كمحبة الولد والصغار والضعفاء والمرضى.

الصنف الثاني: محبة تقدير واحترام وإجلال لا عبادة كمحبة الإنسان لوالده ولمعلمه والكبير من أهل الخير.

<<  <   >  >>