للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأهملتهم، فكانوا شرا واصبا عليها وعلى المجتمع والناس، وبلاء يلاحقها في هذه الحياة وبعد الممات، وصدق الله العظيم: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} (١).

وما كان الأولاد ليكونوا أعداء لآبائهم لو أن الآباء استقاموا على الطريقة، وعرفوا مسؤولياتهم إزاء أولادهم، وقاموا بتبعاتها حق القيام.

[يسوي بينهم]

ومن أسلوب التربية الحكيم للأبناء التسوية بينهم، وعدم تفضيل أحدهم على الآخر في الأمور كلها، ذلك أن الولد الذي يشعر بالتسوية والعدل بينه وبين إخونه ينشأ صحيح النفس، بريئا من عقد النقص، لا يحقد على إخوته، ولا تأكل قلبه الغيرة والحسد، بل يشيع في نفسه الرضا والتسامح والإيثار والبر وحب الغير، وهذا ما حض عليه الإسلام، وأمر به الوالدين. روى الشيخان عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما أن أباه أتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أكل ولدك نحلته مثل هذا؟)) فقال: لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فارجعه) وفي رواية: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أفعلت هذا بولدك كلهم؟ قال: لا، قال: ((اتقوا الله واعدلوا في أولادكم))، فرجع أبي فرد تلك الصدقة. وفي روايه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا بشر، ألك ولد سوى هذا؟) قال: نعم، قال: ((أكلهم وهبت له مثل هذا؟)) قال: لا، قال: ((فلا تشهدني إذا، فإني لا أشهد على جور) ثم قال: ((أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟)) قال: بلى، قال: ((فلا إذا)) (٢).


(١) التغابن: ١٤.
(٢) متفق عليه.

<<  <   >  >>