للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ (١) وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ (٢) بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (٣).

وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن احتقار المسلم أخاه شر محض، أي شر:

((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)) (٤).

[يجل الكبير وصاحب الفضل]

لقد جاء هدي الإسلام يحض المسلمين على احترام الناس، لا على احتقارهم وازدرائهم، وبخاصة إذا كانوا جديرين بالتقدير والاحترام، بل إنه ليعد احترام الكبير والعالم وصاحب الفضل من الأصول الأخلاقية الكبرى التي تعطي للمسلم هويته في المجتمع الإسلامي، ومن فقدها انخلع من عضوية هذا المجتمع، وجرد من شرف الانتساب لأمة الإسلام، كما قرر ذلك الرسول الكريم بقوله:

((ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه)) (٥).

إن احترام الكبير في المجتمع، وتقديمه على من هو أصغر منه دليل رقي ذلك المجتمع، وآية فهم أعضائه لقواعد الأخلاق الإنسانية، وعلامة على سمو نفوسهم وتهذيبها، ومن أجل ذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرص على أن يؤكد هذا


(١) أي لا يعيب بعضكم بعضا.
(٢) أي لا يدع بعضكم بعضا باللقب السوء.
(٣) الحجرات: ١١.
(٤) رواه مسلم.
(٥) رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن.

<<  <   >  >>