للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأسرته فحسب، وإنما يريدها للناس جميعا؛ ولذلك فهو دوما يدعوهم إلى ما يوصلهم إلى الجنة ويبعدهم عن النار، وهذه هي أخلاق الداعية التي تميزه من الإنسان العادي، وإنها لأخلاق كريمة عالية، استحقت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التنويه والثناء والدعاء:

((نضر الله امرءا سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع)) (١).

إن المجتمع الإسلامي مجتمع متكافل، تعيش المسؤولية في نفوس أبنائه في أجلى معانيها وأصدق صورها، ولو فقه المسلمون مسؤوليتهم أمام الله، ونهض كل فرد واع بواجب الدعوة في مجتمعه لما انحط المسلمون وتخلفوا عن هدي دينهم حتى وصلوا إلى الدرك الذي هم فيه.

ومن هنا جاء الوعيد شديدا لمن يملك أسباب الدعوة ويتقاعس عنها، ويكتم ما آتاه الله من العلم، جاعلا علمه وسيلة لارتقاء المناصب وبلوغ متاع الدنيا الزائل وحطامها الفاني:

((من تعلم علما يبتغى به وجه الله عز وجل، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة (٢) يوم القيامة)) (٣).

((من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)) (٤).


(١) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
(٢) أي ريحها.
(٣) رواه أبو داود بإسناد حسن.
(٤) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن.

<<  <   >  >>