للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالله ثم استقم)) (١)، وذلك حين سأله قائلا: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك. وهذا ما حدا بالإمام مسلم أن يسمي باب الاستقامة (باب جامع أوصاف الإسلام)؛ ففي الاستقامة المنبثقة عن الإيمان بالله تتجمع الفضائل كلها، وتلتقي مكارم الأخلاق، ومن الاستقامة تتشعب خصال الخير، وتتفرع الأعمال الصالحات.

ومن أوليات الاستقامة أن يلقى المسلم الناس بوجه واحد، لا يتلون ولا يتغير، كما يفعل المخاتلون المخادعون، الذين توعدهم الرسول الكريم بقوله:

((إن شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)) (٢).

[يعود المريض]

والمسلم الحق يعود المريض، ويعد عبادته واجبا إسلاميا حض عليه

الدين الحنيف، وليس تفضلا أو تطوعا منه. إنه ليزور المريض، وملء مشاعره أنه ينفذ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القائل:

((أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني (٣))) (٤).

والقائل أيضا فيما يروي البراء بن عازب رضي الله عنهما:

((أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيادة المريض، واتباع الجنازة! وتشميت العاطس، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام)) (٥).


(١) رواه مسلم.
(٢) رواه البخاري ومسلم.
(٣) أي الأسير.
(٤) رواه البخاري.
(٥) متفق عليه.

<<  <   >  >>