للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبل العقد عليها، لكيلا يتورط مسلم في زواج فتاة لم يرتح لها قلبه، ولا تسر لمرآها عينه.

فعن المغيرة بن شعبة قال: خطبت امرأة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: ((أنظرت إليها؟)) قلت: لا، قال: ((فانظر إليها، فإنه أجدر أن يؤدم بينكما (١))) (٢).

وجاء رجل خطب امرأة من الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له الرسول الكريم:، هل نظرت إليها؟)) قال: لا، فأمره أن ينظر إليها (٣).

وأكد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من حديث أن الجمال من الصفات الأساسية التي يتطلبها الرجل في المرأة الصالحة، إلى جانب الصفات المعنوية الأخرى، وأن كلا منها لا يغني عن الآخر. ومن ذلك قوله لابن عباس:

((ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة. إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته)) (٤).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي النساء خير؟ فقال: ((التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله)) (٥).

إنها النظرة النبوية الهادية الصائبة إلى شخصية المرأة التى تستطيع أن تهب الرجل السعادة والسكينة والاستقرار، والتي تستطيع أن تخلع على عش


(١) أي يكون بينكما المحبة والاتفاق.
(٢) رواه النسائي بإسناد صحيح.
(٣) رواه النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح.
(٤) رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم.
(٥) رواه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح.

<<  <   >  >>