للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن قتادة قال: قال مورق العجلي: (ما وجدت للمؤمن في الدنيا مثلًا إلا مثل رجل على خشبة في البحر، وهو يقول: "يا رب، يا رب"، لعل الله أن ينجيه).

وعن أسامة قال: (كان من يرى "سفيان الثوري" يراه كأنه في سفينة يخاف الغرق أكثر ما تسمعه يقول: "يا رب سَلِّمْ سلِّم").

وعن جعفر قال: (دخلنا على أبي التياح نعوده، فقال: "والله إنه لينبغي للرجل المسلم أن يزيده ما يرى في الناس من التهاون بأمر الله أن يزيده ذلك جدًّا واجتهادًا"، ثم بكى).

عن فاطمة بنت عبد الملك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله قالت: "ما رأيت أحدًا أكثر صلاة ولا صيامًا منه، ولا أحدًا أشد فَرَقًا من ربه منه، كان يصلي العشاء، ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه، ثم ينتبه، فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه، ولقد كان يكون معي في الفراش فيذكر الشيء من أمير الآخرة، فينتفض كما ينتفض العصفور من الماء، ويجلس يبكي، فأطرح عليه اللحاف".

وعن المغيرة بن حكيم قال: قالت لي فاطمة بنت عبد الملك: "يا مغيرة! قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصيامًا من عمر بن عبد العزيز، ولكني لم أر من الناس أحدًا قط كان أشد خوفًا من ربه من عمر، كان إذا دخل البيت ألقى نفسه في مسجده، فلا يزال يبكي، ويدعو، حتى تغلبه عيناه، ثم يستيقظ، فيفعل مثلَ ذلك ليلته أجمع".

عن أبي عُبيدة بن عقبة بن نافع أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك فقال: "ألا تخبريني عن عمر؟ " قالت: "ما أعلم أنه اغتسل من جنابة ولا احتلام منذ استُخِلف".

وكان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة، ويصوم في الحر حتى يخضر

<<  <   >  >>