للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خشبة مرتفعة تصعد عيها الفتيات عاريات أو شبه عاريات يرقصن والناس حولهن ينظرون إليهن" ... فقال الشيخ: "والذين ينظرون إليهن من المسلمين؟ قالوا: "نعم" .. قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله .. هيا بنا إلى تلك المراقص ننصح الناس .. قالوا له: "يا شيخ .. أين أنت .. تعظ الناس وتنصحهم في المرقص؟! " قال: "نعم ... "، حاوَلوا أن يثنوه عن عزمه، وأخبروه أنهم سيواجَهون بالسخرية والاستهزاء، وسينالهم الأذى فقال: "وهل نحن خير من محمد - صلى الله عليه وسلم -؟! "، وأمسك الشيخ بيد أحد المصلين ليدله على المرقص .. ، وعندما وصلوا إليه سألهم صاحب المرقص: "ماذا تريدون؟!! " قال الشيخ: "نريد أن ننصح من في المرقص"، تعجب صاحب المرقص ... وأخذ يمعن النظر فيهم، ورفض السماح لهم ... فأخذوا يساومونه ليأذن لهم، حتى دفعوا له مبلغًا من المال يعادل دخله اليومي ...

وافق صاحب المرقص .. وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي).

قال الشاب: (فلما كان الغد كنت موجودًا في المرقص .. بدأ الرقص من إحدى الفتيات .. ولما انتهت أسدل الستار ثم فتح .. فإذا بشيخ وقور يجلس على كرسي، فبدأ بالبسملة، وحمد الله، وأثنى عليه، وصلى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم بدأ في وعظ الناس الذين أخذتهم الدهشة، وتملكهم العجب، وظنوا أن ما يرونه هو فقرة فكاهية .. فلما عرفوا أنهم أمام شيخ يعظهم أخذوا يسخرون منه، ويرفعون أصواتهم بالضحك والاستهزاء، وهو لا يبالي بهم .. واستمر في نصحه ووعظه حتى قام أحد الحضور، وأمرهم بالسكوت والإنصات حتى يسمعوا

<<  <   >  >>