للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الشاعر! *

قال لي الشيخ "محمد البشير الإبراهيمي ": إن محمد العيد قد سكت، وقد كتبت إليه مرات كثيرة ليعود إلى الشعر فلم يجب " فقلت له: "إن محمد العيد الذي لا ينطق إلا بالشعر لا ينطقه إلا الشعر، فدعني له أحرك شاعريته بالشعر، فكتبت إليه على صفحات الجريدة هذه القصيدة فلما قرأها كتب إلى الشيخ ... يقول: هذا صوت يجب أن يجاب، وعاد إلى الشعر وبعث إلى الجريدة بالقصيدة التي مطلعها: "هيجت وجدي يا حمام "، جوابا على قيصيدتي:

إلى البلبل الذي ملأ جو الجزائر تغريدا شجيا ساحرا،

إلى الوتر الذي أسمع الدنيا أناشيد الحرية والبطولة والمجد،

إلى الشاعر الذي سكت،

إلى الرفيق الذي حجب وجهه وصوته

إلى شاعر الجزائر العظيم الشيخ "محمد العيد":

شاعر الضاد والحمى ما دهاكا ... فحرمت النهى ثمار نهاك؟

ما الذي أسكت الهزار عن ... التغريد يا ملهمي جعلت فداكا؟.

ما الذي عاق يا أخا الوحي ... والإلهام عن أن تبثنا شكواكا!؟

كنث كالطائر الصدوح فما ... تنفك يوما مرددا نجواكا!.

كنت لا تستطيع صبراعن الشعر فمن ذا بهجره أغراكا؟

كان نجواك، كان سلواك ... إن نابك خطب وفي الهوى ليلاكا


*- نشرت بعدد ٦١ من البصائر السلسلة الثانية بتاريخ ٨ صفر عام ٧٦٣١ للهجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>