للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا ما تشابهت هذه الأخلاق ... كان الرياء كالكبرياء

يتعالى كلاهما يبتغي الشهرة ... بين الرياء والخيلاء

خلقان تباريا في اقتناص المجد ... دون جدارة أو حياء

لا تكلني-ربي- لنفسي، فنفسي ... عذبتني بكثرة الأسواء

واحمني من شرور كل مراء ... يتزيى بأخدع الأزياء

[الحسود!]

ليس أغبى من الحسود ولا ... أضعف عقلا ولا أقل حياء

هو لا يستحي من الله إذ لم ... يرض منه لخلقه إعطاء

إنه باعتراضه يتحدى الله ... لم يخش سخطه والجزاء

والبخيل أقل شرا وإن كانا ... جميعا لم يحسنا وأساءا

غير أن الحسود شح بما لم ... يك يحويه خسة رعناء

وأحق الجميع بالفضل من يؤثر ... بالفضل كالغمام سخاء

وتراه لا يقرب السوء مهما ... فسد الناس عزة وإباء

<<  <  ج: ص:  >  >>