للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها الطود!

إن أعظم ما تبرر فيه عظمة الكون ويتجلى فيه جمال الطبيعة: البحر والصحراء والجبل.

وقد تقدم خلال قصائد هذا الديوان وصف البحر والصحراء.

وهذه قصيدة في عظمة الجبل خاطب فيها الشاعر جبل (الضاية) - بوسوى- من وراء قضبان المعتقل إبان حرب التحرير:

أيها الواقف المطل على ... الدنيا برأس متوج بالإباء!

يتحدى الردى ويهزأ ... بالإعصار والعاصفات والأنواء

لا يبالي صرف الليالي ... ولا يحفل بالحادثاث والأرزاء

أيها الطود ليت لي منك ما ... أوتيته من مناعة واعتلاء!

ليتني كنت- أيها الطود- حرا ... من قيود قد حطمت كبريائي

ليتني كنت منك قطعة صخر ... لا تحس الغرور في الأدعياء

وإذا ما الرياح مرت عليها ... رمقتها بنظرة استهزاء!

ليتني كنت منك حبة رمل تتهادى في حلة من ضياء!

وتلاقي غذاءها من ندى ... الفجر ومن صيب الحيا والهواء

وتغنى الأثير بالهمس لحنا ... أزلي الأنغام والأصداء

ليتني كنت منك- يا طود- ... جزءا مستقرا في القمة الشماء!

ليتني كنت لا أبالي بما يجري ... حوالي من ضروب البلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>