للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دمي، واستقبلت بي التوبة. قال: قد فعلت ذلك (١).

[٦ - ابن سيرين يذب عن الحجاج ويدفع غيبته:]

سمع ابن سيرين رجلاً يسبّ الحجاج، فأقبل عليه فقال له: مهْ أيها الرجل، فإنك لو قد وافيت الآخرة، كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج، واعلم أن الله تعالى حَكَمٌ عَدْلٌ، إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه، فسوف يأخذ للحجاج ممن ظلمه، فلا تشغلن نفسك بسب أحد (٢).

[٧ - مواقفه مع محمد ابن الحنفية:]

عن الحسن بن علي بن محمد ابن الحنفية عن أبيه قال: لما صار محمد بن علي إلى الشعب سنة اثنتين وسبعين، وابن الزبير لم يقتل، والحجاج محاصره، أرسل إليه أن يبايع لعبد الملك، فقال ابن الحنفية: قد عرفت مقامي بمكة، وشخوصي إلى الطائف وإلى الشام، كل هذا إباءً مني أن أبايع ابن الزبير أو عبد الملك، حتى يجتمع الناس على أحدهما، وأنا رجل ليس عندي خلاف، لما رأيت الناس اختلفوا اعتزلتهم حتى يجتمعوا، فأويت إلى أعظم بلاد الله حرمة، يأمن فيه الطير، فأساء ابن الزبير جواري، فتحولت إلى الشام، فكره عبد الملك قربي، فتحوّلت إلى الحرم، فإن يقتل ابن الزبير، ويجتمع الناس على عبد الملك أبايعك، فأبى الحجاج أن يرضى بذلك منه حتى يبايع لعبد الملك، فأبى ذلك ابن الحنفية،


(١) سير أعلام التابعين، ص١٠١، ١٠٣، وانظر: سير أعلام النبلاء، ٤/ ٢٩٤ - ٣١٩، برقم ١١٣، والطبقات الكبرى، ٦/ ٢٥٩ - ٢٦٧، برقم ٢٣١٦، وتهذيب الكمال، ١٤/ ١٨ - ٤٠، برقم ٣٠٤٢.
(٢) سير أعلام التابعين، ص ١١٤، وانظر: سير أعلام النبلاء، ٤/ ٦٠٦ - ٦٢٢، برقم ٢٤٦، وحلية الأولياء، ٢/ ٢٩٨ - ٣٢٠، برقم ١٩٣.

<<  <   >  >>