للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: وجوب حفظ اللسان]

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ((اعلم أنه ينبغي لكل مكلَّف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام، إلا كلاماً تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام، أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء)) (١). وقد قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) (٢).

قال الشاعر:

احفظ لسانك أيها الإنسان ... لا يلدغنَّك إنه ثعبانُ

كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءَه الشجعانُ

وقال الآخر:

يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرءُ من عثرةِ الرِّجل

فعثرته بلسانه تُذْهِبُ رأسه ... وعثرته برجله تبرأ على مهل

فينبغي للإنسان المسلم أن لا يخرج لفظةً ضائعة، فعليه أن يحفظ ألفاظه بأن لا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه، فإذا أراد أن يتكلَّم بالكلمة نظر: هل فيها ربح وفائدة أم لا؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها، وإن كان فيها ربح نظر: هل يفوت بها كلمة هي أربح


(١) الأذكار للإمام النووي، ص ٢٨٤.
(٢) أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، بابٌ، برقم ٢٣١٧، وابن ماجه، كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، برقم ٣٩٧٦، وانظر: صحيح الترمذي، ٢/ ٢٦٩، وصحيح ابن ماجه ٢/ ٣٦٠.

<<  <   >  >>