للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودمه، التقوى هاهنا، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)) (١).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبعْ بعضُكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً. المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا))، ويشير إلى صدره ثلاث مرات ((بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه)) (٢).

ولا شك أن غيبة المسلم الميت أفحش من غيبة الحي وأشد؛ لأن عفو الحي واستحلاله ممكن بخلاف الميت (٣)، فقد روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه)) (٤).

وعن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمانُ قلبَهُ، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم؛ فإنه من اتّبعَ عوراتِهمْ يتّبع الله عورتَهُ، ومن يتبعِ الله عورته، يفضحْهُ في بيته)) (٥).

والحديث فيه تنبيه على أن غِيبة المسلم من شعار المنافق لا المؤمن، وفيه


(١) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم، برقم ٢٥٦٤، وأبو داود، كتاب الأدب، باب في الغيبة، برقم ٤٨٨٢، والترمذي واللفظ له، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم، برقم ١٩٢٧، وقال: ((هذا حديث حسن غريب)).
(٢) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم، برقم ٢٥٦٤،والترمذي ٤/ ٣٢٥.
(٣) انظر عون المعبود شرح سنن أبي داود، ١٣/ ٢٤٢.
(٤) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في النهي عن سب الموتى، برقم ٤٨٩٩، وانظر: صحيح الجامع، ١/ ٢٧٩ وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، برقم ٢٨٥.
(٥) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في الغيبة، برقم ٤٨٨٠، وأحمد، ٤/ ٤٢١، ٤٢٤، وانظر: صحيح الجامع للأ لباني، ٦/ ٣٠٨، برقم ٣٥٤٩.

<<  <   >  >>