للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صورة عُذِّب وكُلِّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ)) (١).

[المبحث الرابع: ما يباح من الكذب]

عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ليس الكذَّابُ الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً، أو يقول خيراً)) (٢).

وفي رواية لمسلم عن أم كلثوم أيضاً: ((ولم أسمعه يُرخِّص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: بمثل ما جعله يونس من قول ابن شهاب)) (٣).

قلت: وقول ابن شهاب هو ما رواه مسلم عن ابن شهاب أنه قال: ((ولم أسمَعْ يرخّص في شيء مما يقول الناسُ كذبٌ إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها)) (٤).

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ((وهذا الحديث صريح في إباحة بعض الكذب للمصلحة، وقد ضبط العلماء ما يُباح منه، وأحسن ما رأيته ما ذكره الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى قال: ((الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعاً، فالكذب فيه حرام، لعدم الحاجة إليه، وإن أمكن التوصّل إليه


(١) أخرجه البخاري، كتاب التعبير، باب من كذب في حلمه، برقم ٧٠٤٢.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الصلح، باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس، برقم ٢٦٩٢، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه، برقم ٢٦٠٥.
(٣) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه، بدون رقم، والنسائي، كتاب السير، باب الرخصة في الكذب في الحرب، برقم ٨٥٨٨.
(٤) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه، برقم ٢٦٠٥، وانظر: الأذكار للنووي، ٣٢٤، فهناك فوائد تنير الفهم.

<<  <   >  >>