للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث التاسع عشر: الأناة والتثبت]

أولاً: تعريف الأناة والتثبت:

الأناة في اللغة: التثبت وعدم العجلة، يقال: تَأنَّى في الأمر: مكث ولم يعجل، والاسم منه: أناة (١).

ويقال: تأنَّى في الأمر: ترفَّق، وتنظّر، وتَمهّلَ، واستأنى به: انتظر به وأمهله (٢).

وتأتي الأناة بمعنى التبيّن والتثبّت في الأمور، يقال: تَبيّنَ في الأمر والرأي: تثبّت، وتأنّى فيه ولم يعجل (٣).

ويأتي التبين بمعنى: التبصر: التعرف والتأمل، يقال: تبصّر الشيء، وتأمل في رأيه: تبين ما يأتيه من خيرٍ أو شرٍ (٤).

وعلى ضوء ما تقدم تكون الأناة هي: التصرف الحكيم بين العجلة والتباطؤ (٥).

والأناة مظهر من مظاهر خُلق الصبر، وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة، بخلاف العجلة فإنها من صفات أصحاب الرعونة والطيش، وهي تدل على أن صاحبها لا يملك الإرادة القوية القادرة على ضبط نفسه تجاه انفعالاته العجولة، وبخلاف التباطؤ والتواني


(١) المصباح المنير، مادة: أنى، ٢٨.
(٢) انظر: مختار الصحاح، مادة: أنى، ص١٣، والمعجم الوسيط، ١/ ٣١.
(٣) انظر: المعجم الوسيط، مادة: أبان، ١/ ٨٠، ومادة: ثبت، ١/ ٩٣.
(٤) انظر: القاموس المحيط، باب الراء، فصل الباء، ص٤٤٨، ومختار الصحاح، مادة: بصر، ص٢٢، والمعجم الوسيط، ١/ ٥٩.
(٥) انظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها لعبد الرحمن الميداني، ٢/ ٣٥٢.

<<  <   >  >>