للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: طرق اكتساب الخلق الحسن]

الأسباب والوسائل التي يكتسب بها الخلق الحسن كثيرة، ولكن من أبرزها على سبيل المثال ما يأتي:

١ - التدريب العملي، والممارسة التطبيقية للأخلاق الحسنة ولو مع التكلّف في أول الأمر، وقسر النفس على غير ما تهوى؛ فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلّم، والصبر بالتصبّر، والاستعفاف بالتعفّف، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ومن يستعفف يعفّه اللَّه ومن يستغن يُغنه اللَّه، ومن يتصبّر يُصبِّره اللَّه)) (١).

٢ - الغمس في البيئة الصالحة؛ لأن من طبيعة الإنسان أن يكتسب من البيئة التي ينغمس فيها ويعيش مع أهلها، فيكتسب ما لديهم من أخلاق، وعادات، وتقاليد، وأنواع سلوك عن طريق المحاكاة والتقليد، وبذلك تتم العدوى النافعة، ولهذا قيل: إن الطبع للطبع يسرق، وأعظم من ذلك توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيانه أن الجليس الصالح كحامل المسك إما أن تبتاع منه أو تجد منه ريحاً طيبة (٢).

ولاشك أن الرجل على دين خليله، فلينظر كل مسلم من يخالل (٣)؛ ولهذا قال النبي: ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)) (٤).


(١) البخاري، كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، برقم ١٤٢٧، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل التعفف والتصبر، برقم ١٠٥٣.
(٢) مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب مجالسة الصالحين، برقم ٢٦٢٨.
(٣) انظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها للميداني، ١/ ٢٠٩ - ٢١٣.
(٤) مسند أحمد، ١٤/ ١٤٢، برقم ٨٤١٧، واللفظ له، وأبو داود، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، برقم ٤٨٣٥، والترمذي، كتاب الزهد، باب حدثنا محمد بن بشار، برقم ٢٣٧٨. وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ٢/ ٦٣٣.

<<  <   >  >>