للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

داخلتان في البيوت على النساء والمخدَّرَات، وعلى المريض، وعلى كل أحد. فالواجب أن يبذل كل المستطاع في الإصلاح، وهذا على الأمة كلها، كل عليه نصيبه، وفي الحديث عن يزيد بن مرثد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ رَجُلٍ مِنَ المسلمينَ على ثَغْرَةٍ مِن ثَغْرِ الإسلامِ، الله الله، لا يُؤتَى الإسلام من قِبَلِكَ)) (١).

فعلينا جميعاً وعلى كل مسلم في جميع بلاد الله أن يتقي الله في أموره كلها، وأن يسعى جهده في الخير، وأن يكون صادقاً بالكلام الطيب والأسلوب الحسن وبالرفق، فعن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ دَلَّ عَلى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْل أَجْر فَاعِلِهِ)) (٢). (٣).


(١) أخرجه ابن نصر المروزي في السنة (رقم ٢٩) وضعفه الدكتور عبد الله البصيري محقق السنة. وذكره الألباني بلفظ: «أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك» وقال: لم أجده بهذا اللفظ. انظر: السلسلة الضعيفة (٣/ ٣٠٩ رقم ١١٦٥). ثم قال رحمه الله: «لكن أوقفني بعض الإخوان – جزاه الله خيراً – على ما في كتاب «السنة» للمروزي (ص٨) رواه بسند صحيح عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد مرفوعاً بلفظ: «كل رجل من المسلمين على ثغرة من ثغر الإسلام، الله الله، لا يؤتى الإسلام من قبلك».
قلت: فهذا بمعناه، لكن فيه علتان:
الأولى: الإرسال، فإن ابن مرثد هذا تابعي له مراسيل كما في «التقريب».
والأخرى: الوضين بن عطاء، فإنه مختلف فيه، وقد جزم الحافظ بأنه سيء الحفظ، فيخشى أن يكون أخطأ في رفعه، فقد عقبه المروزي بروايتين موقوفتين على الأوزاعي والحسن بن حي، وفيهما ضعف. والله أعلم.
ونحوه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا يغرن من قبلك الليلة». وهو صحيح كما بيَّنته في السلسلة الصحيحة (٣٧٨). ...
(٢) أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره وخلافته في أهله بخير (رقم ١٨٩٣).
(٣) سمعته من سماحته أثناء تعليقه على محاضرة ألقيت بالجامع الكبير بالرياض بعنوان: ما ينبغي أن يكون عليه الإعلام قبل عام ١٤٠٧هـ، ببعض التصرف اليسير.

<<  <   >  >>