للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعنى: حول سؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار ندندن وندعو الله تعالى. ومما يدل على ما وصل إليه الصحابة من الكمال البشري والرغبة العظيمة، ورجاحة العقل ما فعله ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتيته بوضوئه وحاجته. فقال لي: ((سَلْ)) فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: ((أو غير ذلك) قلت: هو ذاك. قال: ((فأعني على نفسك بكثرة السجود)) (١). وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرغِّب أصحابه وأمته في الجنة، ويحذِّرهم ويُنذرهم من النار؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا وُضِعَتِ الجنازة فاحتملها الرجالُ على أعناقهم فإن كانت صالحةً قالت: قدموني، قدموني. وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لَصَعِقَ)) (٢) (٣).

والله أسأل أن يجعله عملاً متقبلاً نافعاً لي ولمن انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

المؤلف

حرر في ضحى يوم الأربعاء ٧/ ٧/١٤١٦هـ


(١) أخرج مسلم في كتاب الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، برقم ٤٨٩.
(٢) لَصَعِقَ: أي لغُشِيَ عليه من شدة ما يسمعه، وربما أُطلق الصعْقُ على الموت، انظر: الفتح ٣/ ١٨٥.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب حمل الرجال الجنائز دون النساء، برقم ١٣١٤، وفي باب قول الميت وهو على الجنازة: قدموني، برقم ١٣١٦، وفي باب كلام الميت على الجنازة، برقم ١٣٨٠، والنسائي في كتاب الجنائز، باب السرعة بالجنازة، برقم ١٨٨٢، ١٨٨٣.

<<  <   >  >>