للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عروة بن الزبير - رضي الله عنه -، قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشدّ ما صنع المشركون برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه، ودفعه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ الله وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ} (١).

وقد اشتدّ أذى المشركين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأصحابه، حتى جاء بعض الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستنصره، ويسأل منه الدعاء والعون، ولكن النبي الحكيم واثق بنصر الله وتأييده، فإن العاقبة للمتقين.

عن خباب بن الأرتِّ - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسِّد بردة له في ظل الكعبة، [ولقد لقينا من المشركين شِدّة]، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: ((قد كان من قبلكم يُؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض فيُجعل فيها، فيُجاء بالمنشار فيُوضع على رأسه فيُجعل نصفين، ويُمشَّط بأمشاط الحديد [ما دون عظامه من لحم أو عصب]، فما يصدّه ذلك عن دينه، والله ليُتَمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه،


(١) سورة غافر، الآية: ٢٨.
والحديث في البخاري مع الفتح، في كتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة، ٧/ ١٦٥، برقم ٣٨٥، وكتاب التفسير، سورة المؤمن، ٨/ ٥٥٣،، باب، برقم ٤٨١٥، وكتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً))، ٧/ ٢٢، برقم ٣٦٧٨. واللفظ ملفقّ من كتاب المناقب وكتاب التفسير.

<<  <   >  >>