للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبني عبد المطلب، وبني عبد مناف، وأن لا يبايعوهم، ولا يناكحوهم، ولا يكلموهم، ولا يجالسوهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكتبوا بذلك صحيفة وعلّقوها في سقف الكعبة، فانحاز بنو هاشم، وبنو عبد المطلب مؤمنهم وكافرهم إلا أبا لهب، فإنه بقي مظاهراً لقريش على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى بني هاشم، وبني عبد المطلب.

وحُبِسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شعب أبي طالب ليلة هلال محرم، سنة سبع من البعثة، وبقوا محصورين محبوسين، مضيقاً عليهم جداً، مقطوعاً عنهم الطعام والماء نحو ثلاث سنين حتى بلغهم الجهد، وسُمِعَ أصوات صبيانهم بالبكاء من وراء الشعب، ثم أطلع الله رسوله على أمر الصحيفة، وأنه أرسل عليها الأرضة فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم إلا ذكر الله - عز وجل -، فأخبر بذلك عمه، فخرج إلى قريش فأخبرهم أن محمداً قد قال كذا وكذا، فإن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقاً رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا، قالوا: قد أنصفت، فأنزلوا الصحيفة، فلما رأوا الأمر كما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ازدادوا كفراً إلى كفرهم، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من الشعب بعد عشرة أعوام من البعثة، ومات أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر، وماتت خديجة بعده بثلاثة أيام، وقيل غير ذلك (١).

ولما نُقِضَت الصحيفة وافق موت أبي طالب موت خديجة وبينهما زمن


(١) انظر: زاد المعاد، ٣/ ٣٠، وسيرة ابن هشام، ١/ ٣٧١، البداية والنهاية، ٣/ ٦٤، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، ٢/ ١٠٩، ١٢٧، ١٢٨، وتاريخ الإسلام للذهبي، قسم السيرة، ص١٢٦، ١٣٧، والرحيق المختوم، ص١١٢.

<<  <   >  >>