للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (١).

ويُبيِّن أن جزاءهم يكون بأحسن ما كانوا يعملون: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ الله بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ

يَعْمَلُونَ} (٢).

ويصرّح أن أجر الصابرين غير معدود، ورزقهم غير محدود: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٣).

ثالثاً: معرفة الإنسان نفسه:

الله - سبحانه وتعالى - هو الذي منح الإنسان الحياة؛ فخلقه من عدم، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة، فهو ملك لله أولاً وآخراً، لذلك فإذا نزل بالعبد نازل سلبه شيئاً مما عنده، فإنما استردّ صاحب الملك بعض ما وهب، ولا ينبغي للمودَع أن يسخط على صاحب العارية إذا استردَّها.

وصدق لبيد بن ربيعة - رضي الله عنه - القائل:

وما المالُ والأَهلون إلا ودائعٌ ... ولابدّ يوماً أن تُردَّ الودائع

وفي قصة أم سُلَيم مع زوجها أبي طلحة دليل واضح على فهم السلف الصالح - رضوان الله عليهم - لهذه الحقيقة حيث عرفوا أنفسهم فعرفوا مقام ربهم وقدَّروه حقَّ قدره.


(١) سورة العنكبوت، الآيتان: ٥٨ - ٥٩.
(٢) سورة النحل، الآية: ٩٦.
(٣) سورة الزمر، الآية: ١٠.

<<  <   >  >>