للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والاعتراف بالعبودية؛ وإنما لم يكتف بقوله: ((إني عبدك)) بل زاد فيه: ((ابن عبدك، ابن أمتك ... ))؛ لأن هذا أبلغ وآكد في إظهار التذلل والعبودية؛ لأن من ملك رجلاً ليس مثل من ملكه مع أبويه.

قوله: ((ناصيتي بيدك)) كناية عن نفوذ حكمه فيه، وأنه تحت قدرته وقهره.

قوله: ((ماضٍ فيَّ حكمك)) أي: نافذ فيَّ حكمك.

قوله: ((عدل فيَّ قضاؤك)) أي: كل ما تحكم فيَّ فهو عدل؛ لأن العدل صفتك، والظلم محال عليك؛ والعدل: وضع الشيء في محله، والظلم خلافه.

قوله: ((أسألك)) إلى آخره، شروع في الدعاء بعد إظهار التذلل والخضوع، وهذا من آداب السائلين، وهذه الحالة أقرب إلى إجابة السؤال، لا سيما إذا كان المسؤول منه كريماً، والله تعالى أكرم الأكرمين، إذا تضرع إليه عبده، وتذلَّلَ له، وأظهر الخضوع والخشوع، ثم سأل حاجة ينفذها في ساعته، على ما هو اللائق بكرمه وجوده.

قوله: ((بكل اسم)) أي: بحق كل اسم.

قوله: ((هو لك)) احترز به عن غير اسم الله؛ لأنه لما أقسم بكل اسم، وهو عام لجميع الأسماء، أخرج عنه ما هو اسم لغيره بقوله: ((هو لك))؛ لأن القسم بغير اسم الله لا يجوز.

قوله: ((سميت به نفسك)) فكأن هذا تفسير لما [قبله]؛ لأن كون الاسم له أن يكون اسماً لنفسه.

<<  <   >  >>