للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[((وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً])) (١) [((وَهَبْ لِي نُوراً عَلَى نُورٍ])) (٢).

- صحابي الحديث هو عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -.

قال القرطبي رحمه الله تعالى: ((هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمكن حملها على ظاهرها؛ فيكون سأل الله تعالى أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نوراً، يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم، هو ومن تبعه أو مَن شاء الله منهم.

والأولى أن يقال: هي مستعارة للعلم والهداية؛ كما قال تعالى:

{فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} (٣)، وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} (٤).

والتحقيق في معناه أن النور مُظهِرٌ ما نسب إليه، وهو يختلف بحسبه، فنور السمع مظهر للمسموعات، ونور البصر كاشف للمبصرات، ونور القلب


(١) أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) برقم (٦٩٥)، (ص ٢٥٨)، وصحح إسناده الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) برقم (٥٣٦). (ق).
(٢) ذكره ابن حجر في فتح الباري وعزاه إلى ابن أبي عاصم في كتاب الدعاء، وانظر الفتح (١١/ ١١٨)، وقال: فاجتمع من اختلاف الروايات خمس وعشرون خصلة. (ق).
(٣) سورة الزمر، الآية: ٢٢.
(٤) سورة الأنعام، الآية: ١٢٢.

<<  <   >  >>