للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلتَ منه، فأدخل أبو بكر يده (١)، فقاءَ كلَّ شيء في بطنه)) (٢)، ورُوي في رواية لأبي نُعيم في الحلية، وأحمد في الزهد: ((فقيل له يرحمك اللَّه، كلُّ هذا من أجل هذه اللقمة؟ قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كلُّ جسد نبت من سُحْتٍ فالنارُ أولى به))، فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة (٣).

ففي حديث الباب أن هذا الرجل الذي قد توسع في أكل الحرام، قد أتى بأربعة أسباب من أسباب الإجابة:

الأول: إطالة السفر.

والثاني: حصول التبذل في اللباس والهيئة؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ربَّ أشْعَثَ (٤) مدفوع بالأبواب لو أقسم على اللَّه لأبره)) (٥).

والثالث: يمد يديه إلى السماء ((إن اللَّه حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)) (٦).


(١) فأدخل أبو بكر يده: أي أدخلها في حلقه.
(٢) البخاري، برقم ٣٨٤٢، مع الفتح، ٧/ ١٤٩.
(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية، ١/ ٣١، وأحمد في الزهد بمعناه، ص١٦٤، وصححه الألباني في صحيح الجامع عن جابر عند أحمد، والدارمي، والحاكم. انظر: صحيح الجامع، ٤/ ١٧٢.
(٤) الأشعث: الملبد الشعر المغبر غير مدهون ولا مرجل.
(٥) مسلم، برقم ٢٦٢٢.
(٦) أبو داود، برقم ١٤٨٨، والترمذي، وابن ماجه ٢/ ١٢٧١، وتقدم تخريجه في فضل الدعاء.

<<  <   >  >>