للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد، وهو يقول: ((اللَّهم إني أسألك يا اللَّه الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم)). فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((قد غفر له، قد غفر له، قد غفر له)) ثلاث مرات (١).

وعن سعد قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب اللَّه له)) (٢).

النوع الثاني: التوسل إلى اللَّه تعالى بعملٍ صالح قام به الداعي نفسه، كأن يقول المسلم: اللَّهم بإيماني بك، أو محبتي لك، أو اتباعي لرسولك أن تغفر لي.

أو يقول: اللَّهم إني أسألك بمحبتي لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وإيماني به أن تفرج عني، ومن ذلك أن يذكر الداعي عملاً صالحاً ذا بال، فيه خوفه من اللَّه سبحانه، وتقواه إياه، وإيثاره رضاه على كل شيء، وطاعته له جل شأنه، ثم يتوسَّل به إلى اللَّه في دعائه؛ ليكون أرجى لقبوله وإجابته.


(١) أحمد، ٤/ ٣٣٨، برقم ١٨٩٧٤، والنسائي، ٣/ ٥٢، برقم ١٣٠١، وأبو داود، برقم ٩٨٥، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ١/ ٢٨٠، وصحيح أبي داود، ١/ ١٨٥.
(٢) الترمذي، ٥/ ٥٢٩، برقم ٣٥٠٥، وأحمد، ١/ ١٧٠، برقم ١٤٦٢، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ١/ ٥٠٥، قال الأرنؤوط في تخريجه للكلم، ص٨٦: <وهو كما قالا>، وحسنه ابن حجر، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٦٨.

<<  <   >  >>