للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لثوابه وخوفاً من عقابه. وهذا النوع لا يصح لغير اللَّه تعالى، ومن صرف شيئاً منه لغير اللَّه فقد كفر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، وعليه يقع قوله تعالى (١): {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين} (٢). وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (٣).

النوع الثاني: دعاء المسألة: وهو دعاء الطلب: طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع، أو كشف ضر، وطلب الحاجات، ودعاء المسألة فيه تفصيل كالآتي:

أ- إذا كان دعاء المسألة صدر من عبد لمثله من المخلوقين، وهو قادر حي حاضر، فليس بشرك، كقولك: اسقني ماءً، أو يا فلان أعطني طعاماً، أو نحو ذلك، فهذا لا حرج فيه؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من سأل باللَّه فأعطوه، ومن استعاذ باللَّه فأعيذوه، من دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه)) (٤).


(١) انظر: فتح المجيد، ص ١٨٠، والقول المفيد على كتاب التوحيد للعلامة ابن عثيمين، ١/ ١١٧، وفتاوى ابن عثيمين، ٦/ ٥٢.
(٢) سورة غافر، الآية: ٦٠.
(٣) سورة الأنعام، الآيتان: ١٦٢، ١٦٣.
(٤) أبو داود، برقم ١٦٧٢، والنسائي، ٥/ ٨٢، برقم ٢٥٦٧، وأحمد في المسند، ٢/ ٦٨، ٩٩، برقم ٥٣٦٥ و٥٧٤٣، وانظر: التعليق المفيد على كتاب التوحيد لسماحة الشيخ العلامة ابن باز، ص ٩١، وص ٢٤٥.

<<  <   >  >>