للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السُّوءَ} (١).

ومما يدل على أن من أقوى أسباب الإجابة الاضطرار حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل أغلقت الغار عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها صالحة للَّه تعالى واسألوا اللَّه بها لعله يفرجها عنكم، فدعوا اللَّه تعالى بصالح أعمالهم، فارتفعت الصخرة، فخرجوا يمشون (٢).

وعن عائشة ’ أن وليدة كانت سوداء (٣) لحيٍّ من العرب فأعتقوها، فكانت معهم. قالت: فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور، قالت فوضعته، أو وقع منها، فمرت به حُديّاة (٤)، وهو ملقى، فحسبته لحماً فخطفته، قالت: فطفقوا يفتشوا، حتى فتشوا قُبُلها، قالت: واللَّه إني لقائمة معهم إذ مرت الحديّاةُ فألقته، قالت: فوقع بينهم. قالت: فقلت هذا الذي اتهمتموني به زعمتم وأنا منه بريئة، وهوذا، قالت فجاءت إلى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت، قالت


(١) سورة النمل، الآية: ٦٢.
(٢) البخاري، كتاب الأدب، باب إجابة دعاء من بر والديه، برقم ٥٩٧٤، ومسلم، ٤/ ٢٠٩٩، برقم ٢٧٤٣.
(٣) وفي رواية للبخاري، في حديث رقم ٣٨٣٥: <أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب>.
(٤) وفي رواية البخاري: <الحُديا>، برقم ٣٨٣٥.

<<  <   >  >>