للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الترتيب المحكم، فهل في اقتدارهم وفي استطاعتهم وعلومهم أن يصلوا إلى ذلك؟ {أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ * أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} (١).

ولا شك أن العاقل المنصف إذا تفكر في ذلك دلّه وأوصله إلى الاعتراف بعظمة الخالق، وقدرة القادر، وحكمة الحكيم، وخبرة الخبير، وعلم العليم.

وهذا دليل عقلي تضطر فيه العقول الصحيحة إلى معرفة ربها وعبوديته (٢)، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (٣)، {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} (٤).

[المبحث الرابع: الأدلة الحسية المشاهدة]

من الأدلة التي تدل على وجود اللَّه - تعالى - وربوبيته، وأنه


(١) سورة الواقعة، الآيتان: ٥٨ - ٥٩.
(٢) انظر: درء تعارض العقل والنقل، ٧/ ٣٠٥، ٣٠٦، ٨/ ٧٠ - ٧٣، ٣/ ٣٣٣، ١/ ٢٥٩، والرياض الناضرة للسعدي، ص٢٤٨ - ٢٥٧، والإيمان لعبد المجيد الزنداني مع مجموعة من العلماء، ص٢٢، وعقيدة المسلمين، ١/ ١٠٩.
(٣) سورة المؤمنون، الآيات: ١٢ - ١٤.
(٤) سورة الذاريات، الآية: ٢١.

<<  <   >  >>