للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} (١).

فبيّن سبحانه أنه يعلم ما تأكل الأرض من أجسادهم وأبشارهم وعظامهم وأشعارهم، ولا يخفى عليه أين تفرقت، وإلى أين ذهبت، كل ذلك عنده في كتاب مضبوط محفوظ (٢).

وأمر اللَّه رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يُقسم بربه – سبحانه – على وقوع البعث ووجوده، وأنه لا يغيب عن اللَّه – تعالى – مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، ولا يعجزه شيء (٣)، قال تعالى: {وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} (٤)، {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (٥).

فإذا استخدم الداعية إلى اللَّه – تعالى – في دعوته للوثنيين بالحكمة القولية ما جاء في هذه المطالب ومسالكها التفصيلية، كان مصيباً مسدداً، منزلاً للناس منازلهم، سالكاً طريق الحكمة في


(١) سورة ق، الآيات: ١ - ٤.
(٢) انظر تفسير ابن كثير، ٤/ ٢٢٣.
(٣) انظر: تفسير ابن كثير، ٢/ ٤٢١، ٣/ ٥٢٦، ٤/ ٣٧٥، وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي، ٦/ ٦١٣.
(٤) سورة يونس، الآية: ٥٣، وانظر: سورة سبأ، الآية: ٣.
(٥) سورة التغابن، الآية: ٧.

<<  <   >  >>