للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((وأعِدُّوا لهم ما استطعتم من قُوَّةٍ، ألا إن القوَّة الرمي، ألا إن القوّة الرمي، ألا إنّ القوة الرَّمي)) (١)، فيجب إعداد القوات البرية، والجوية، والبحرية إذا استطاع المسلمون ذلك (٢)، ويجب عليهم أن يأخذوا حذرهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ} (٣).

وهذا يدل على وجوب العناية بالأسباب والحذر من مكائد الأعداء، ويدخل في ذلك جميع أنواع الإعداد المتعلقة بالأسلحة والأبدان، وتدريب المجاهدين على أنواع الأسلحة، وكيفية استعمالها وتوجيههم إلى ما يُعينهم على جهاد عدوّهم والسلامة من مكائده، واللَّه - عز وجل - أطلق الأمر بالإعداد وأخْذ الحذر، ولم يذكر نوعاً دون نوع ولا حالاً دون حال، وما ذلك إلا لأن الأوقات تختلف، والأسلحة تتنوع، والعدوّ يقل ويكثر، ويضعف ويقوى، فلهذا ينبغي على قادة المسلمين وأعيانهم ومفكريهم إعداد ما يستطيعون من قوة لقتال أعدائهم وما يرونه من المكيدة في ذلك، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((الحرب خدعة)) (٤)، ومعناه أن الخصم قد يُدرك من خصمه بالمكر


(١) مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه، ٣/ ١٥٢٢، (رقم ١٩١٧).
(٢) انظر: عناصر القوة في الإسلام، للسيد سابق، ص٢٢٣، وتفسير السعدي، ٣/ ١٨٣.
(٣) سورة النساء، الآية: ٧١.
(٤) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب جواز الخداع في الحرب، ٣/ ١٣٦١، (رقم ١٧٣٩)، وانظر: شرح النووي، ١٢/ ١٥.

<<  <   >  >>