للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحق، وأنك أرسلت اليسوع المسيح)) (١).

وهذه حقيقة شهادة أن لا إله إلا اللَّه، ولا معبود بحقٍّ سواه.

(ب) وقال: ((إن اللَّه - عز وجل - ما أكل ولا يأكل، وما شرب ولا يشرب، ولم ينم ولا ينام، ولا ولد له ولا يلد ولا يولد، ولا رآه أحد ولا يراه أحد (٢) إلا مات)) (٣).

وبهذا يظهر سر قوله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ} (٤).

وغير ذلك من الأمثلة كثير لا يتسع المقام لذكرها (٥).

[٥ - إبطال القرآن الكريم لعقيدة التثليث:]

القرآن الكريم هو الأصل في تصحيح العقائد، وما سبق من القول الحكيم مع النصارى إنما هو مخاطبتهم على قدر عقولهم بالأدلة العقلية، وبالواقع من تاريخهم، وما جاء في كتبهم، مما يبطل عقيدة التثليث، ويُثبتُ أن عقيدة التوحيد هي دين الأنبياء جميعاً


(١) هداية الحيارى لابن القيم، ص٦٢٠.
(٢) المقصود بنفي الرؤية هنا في الدنيا، أما في الآخرة فإن المؤمنين يرون ربهم في الجنة، وهو أعظم نعيم أهل الجنة - جعلنا الله منهم -.
(٣) انظر: هداية الحيارى، ص٦٢١.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٧٥.
(٥) انظر كثيراً من الأمثلة على ذلك في: هداية الحيارى، ص٦٢٠ - ٦٢٢، وإظهار الحق، ٢/ ٢٥ - ٣٩.

<<  <   >  >>