للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قلتم كان موجوداً، لزمكم القول بأن ابن اللَّه القديم - في زعمكم - مات وصُلِبَ، لأن جواز القتل كجواز الموت والحركة والسكون والافتراق، وفيه جواز موت الأب والروح، وهذا لا يقولون به.

فإن قالوا: إن الاتحاد بَطل، قيل لهم: فيجب ألا يكون المقتول مسيحاً؛ لأن الجسد عند انتقاضِ الاتحاد ليس بمسيح، فبطل قولكم بأن المسيح قُتِلَ وصلب.

(ب) أنتم تزعمون أن المسيح قُتِلَ وصُلِب، والمسيح في عقيدتكم كان لاهوتاً وناسوتاً، فيلزم من ذلك إطلاق القول بقتل إلهكم، لأن المسيح عندكم إله مُطلق، ومن ضرورة ذلك إطلاق القول بقتل الإله وموته، وذلك مروق عن الدين (١).

فإن قالوا: إنما قُتل الناسوتُ دن اللاهوت. قيل لهم: هذا باطل من وجهين:

١ - أن ناسوته لم يصلب وليس فيه لاهوتاً.

٢ - ذكركم ذلك دعوى مُجردة، فيكفي في مقابلتها المنع (٢).

(ج) إذا كان عيسى ابن اللَّه - تعالى - قديم الروح بزعمكم فكيف قدر اليهود على أن يقتلوا ابن اللَّه، وهو إله عندكم، والإله لا يُقتل!!


(١) انظر: الداعي إلى الإسلام، ص٣٧٨.
(٢) انظر: الجواب الصحيح، ٢/ ٢٩٧، ودقائق التفسير، ٢/ ٣٣٦، وإغاثة اللهفان، ٢/ ٢٩٠.

<<  <   >  >>