للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمهاتهم شتى ودينهم واحد، [وليس بيني وبين عيسى نبي])) (١).

ثم ختم اللَّه - تعالى - الشرائع كلها بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأرسله اللَّه إلى جميع الثقلين: من إنس وجن، ونسخت شريعته جميع الشرائع السابقة، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٢).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي أو نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار)) (٣).

واللَّه - تعالى - حكيم عليم {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (٤)، ولا غرابة في أن يرفع شرع بآخر مراعاة لمصلحة العباد عن علم سابق من علام الغيوب تبارك وتعالى، ولكن اليهود والنصارى (٥) أنكروا نسخ الشريعة الإسلامية لجميع الشرائع


(١) البخاري مع الفتح، كتاب الأنبياء، باب قول الله - تعالى- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ... }، ٦/ ٤٧٧ (رقم ٣٤٤٢)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى - صلى الله عليه وسلم -، ٤/ ١٨٣٧، (رقم ٢٣٦٥)، وما بين المعقوفين من البخاري، ٦/ ٤٧٨، ومسلم، ٤/ ١٨٣٧.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٨٥.
(٣) مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته، ١/ ١٣٤، (رقم ١٥٣).
(٤) سورة الأنبياء، الآية: ٢٣.
(٥) لتداخل أقوال النصارى مع اليهود في النسخ، فسأذكر الرد عليهم جميعاً في هذا المسلك - إن شاء الله تعالى -.

<<  <   >  >>