للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما قال - سبحانه وتعالى -: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ*وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ*كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ} (١).

وقال سبحانه: {وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ} (٢).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولا يتغوّطون، ولا يمتخّطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك، يُلهَمون التسبيح والتحميد كما يُلهَمون النَّفَس)) (٣) (٤).


(١) سورة المرسلات، الآيات: ٤١ - ٤٤.
(٢) سورة الواقعة، الآيتان: ٢٠ - ٢١.
(٣) مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب صفات الجنة وأهلها، وتسبيحهم فيها، برقم ٢٨٣٥.
(٤) ونعيم أهل الجنة لا يحصيه إلا الله - عز وجل -، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرأوا إن شئتم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ})) [البخاري، برقم ٣٢٤٤، ومسلم، برقم ٢٨٢٤، والآية: ١٧ من سورة السجدة].
وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشدّ كوكب دُرّيٍّ في السماء إضاءة: لا يبولون، ولا يتغوّطون، ولا يتفلون، ولا يمتخّطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوّة الأنجوم عود الطيب، وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء))، وفي لفظ: (( ... ولكل واحد منهم زوجتان، كل واحدة منهما يُرى مخُّ ساقها من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد))، [البخاري، ٣٢٤٥، ٣٢٤٦، ٣٢٥٤، ٣٣٢٧، ومسلم، برقم ٢٨٣٤].
- وأبواب الجنة ثمانية، ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام [مسلم، برقم ٢٣٤، ورقم ٢٩٦٧].
- وأول من يدخل الجنة فيستفتح فتفتح له أبوابها محمد - صلى الله عليه وسلم -، [مسلم، برقم ١٩٦، ١٩٧].
- درجات الجنة أعلاها الوسيلة، وهي للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهي أقرب الدرجات إلى العرش، وهي أقرب الدرجات إلى الله تعالى [مسلم، برقم ٣٨٤، وحادي الأرواح لابن القيم، ص٩٩] والفردوس؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن في الجنة مائة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن))، [البخاري، ٢٧٩٠، ٧٤٢٣]، وفي حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: أنه يقال لصاحب القرآن يوم القيامة إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)) [أحمد في المسند، ٣/ ٤٠]، وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يُقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارقَ، ورتِّل كما كنت تُرتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)) [الترمذي، برقم ٣٠٠٣، وأحمد، ٢/ ١٩٢، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٠].
- والخلاصة أن أهل الجنة: لهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، ويقال لأدناهم منزلة: ((ولك ما اشتهت نفسك، ولذّت عينك)) [انظر: سورة الزخرف، الآيات: ٧٠ - ٧٣، ومسلم، برقم ١٨٩].
وأعظم النعيم نظر المؤمنين إلى وجه الله تعالى؛ لحديث صهيب - رضي الله عنه -: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبيِّض وجوهنا، وتدخلنا الجنة وتنجِّنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئاً أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم - عز وجل -)) [مسلم، برقم ١٨١].

<<  <   >  >>