للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت لا دخلَ لها، ولا مرتَّب، إلا ما يُهدَى لها من أولادها، فقد كانوا بارِّين بها جزاهم الله خيراً، وكانت تتصدَّق بكل ما يأتيها رغبةً فيما عند الله تعالى، حتى الشؤون الاجتماعية وافقت بعض أولادها على إيقافه؛ لأنه كان من الزكاة، كما أخبر بذلك وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، فقال: ((ما يُصرف من الشؤون الاجتماعية للمحتاجين سنوياً هو من الزكاة))، فعند ذلك أوقفت هذا الدخل، وأغناها الله عنه، والحمد لله.

٣ - لم تترك شيئاً من مالها بعد موتها، وإنما تصدّقتْ به كله، ولم نجد ريالاً واحداً، ولا قرشاً بعدها، وهذا خلاف ما عليه العجائز الكبيرات في الغالب، وحُبّهن للكنز، حتى أن بعض العجائز توجد المبالغ الكبيرة تحت مخداتِهِنَّ عند موتهن، ولم يكن شيء من ذلك للوالدة رحمها الله تعالى.

٤ - ومن كرمها وجودها رحمها الله: أنها كانت تُعِينُ أولادها على الزواج بما تملك، فأعانت أولادها الأربعة، وكل واحد تعطيه وقت زواجه ما تملك من مال، وكانت تعدل بينهم رحمها الله تعالى.

٥ - في سنةٍ من السنين احتاج بعض الناس العاملين في المملكة من خارجها، لمبلغٍ من المال، ولم يجد من يُقرضه، وكان بحاجة شديدة جداً، فبلغها ذلك، فأرسلت أحد أولادها بمبلغ خمسمائة (٥٠٠) ريال، وقالت: أعطه هذا المبلغ صدقةً، ولا تخبر أحداً.

<<  <   >  >>