للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحكماء والناس أجمعين: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} (١).

كل ذلك بإحكام وإتقان ومراعاة لأحوال المدعوين، والأزمان، والأماكن في مختلف العصور والبلدان، وبإحسان القصد والرغبة فيما عند الكريم المنان (٢).

ومن أراد البرهان العملي على ذلك فعليه أن ينظر إلى ما كان عليه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ومعاملته لأصناف الناس، وهو الذي أعطاه اللَّه من الحكمة ما لم يعطِ أحداً من العالمين (٣).

[المبحث الثاني: أنواع الحكمة ودرجاتها]

[المطلب الأول: أنواع الحكمة]

الحكمة نوعان:

النوع الأول: حكمة علمية نظرية، وهي الاطلاع على بواطن الأشياء، ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها، خلقاً وأمراً، وقدراً


(١) سورة التوبة، الآية: ٧٣، وانظر: سورة التحريم، الآية: ٩.
(٢) انظر: فتاوى شيخ الإسلام، ١٩/ ١٦٤، ومفتاح دار السعادة لابن القيم، ١/ ١٩٤، والتفسير القيم، ص٣٤٤، وتفسير ابن كثير ٣/ ٤١٦، وزاد الداعية إلى الله للشيخ محمد بن صالح العثيمين - رضي الله عنه -، ص١٥.
(٣) انظر: التفسير القيم لابن القيم، ص٣٤٤، الهامش.

<<  <   >  >>