للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله من اليمن بذهيبة (١) في أديم مقروظ (٢) لم تُحصِّل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر (٣)، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل (٤)، والرابع إما علقمة (٥) وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحقَّ بهذا من هؤلاء، قال: فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء؟)) قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كثّ اللحية، محلوق الرأس، مشمِّر الإزار، فقال: يا رسول الله! اتّقِ الله، قال: ((ويلك، أولست أحقَّ أهل الأرض أن يتقي الله؟) قال: ثم ولَّى الرجل، قال خالد بن الوليد: يا رسول الله! ألا أضرب عنقه؟ قال: ((لا، لعله أن يكون يصلي) فقال خالد: وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لم أومر أن أنقِّب قلوب الناس، ولا أشقّ بطونهم) قال: ثم نظر إليه وهو مُقفٍّ فقال: ((إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) (٦).


(١) أي: ذهب. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨.
(٢) مدبوغ بالقرظ. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨.
(٣) وهو عيينة بن حصن بن حذيفة، نسب لجده الأعلى. الفتح، ٨/ ٦٨.
(٤) زيد الخيل بن مهلهل الطائي، وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - زيد الخير، بالراء بدل اللام. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨.
(٥) ابن علاثة العامري، أسلم وحسن إسلامه، واستعمله عمر على حوران، فمات بها في خلافته. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨.
(٦) البخاري، كتاب المغازي، باب بعث على بن أبي طالب، وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن، برقم ٣١٦٦، ومسلم، في كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، برقم ١٠٦٤.

<<  <   >  >>