للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوم السبت للنصف من شوال، على رأس عشرين شهراً من الهجرة، وحاصرهم خمسة عشر يوماً، وتحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشدّ الحصار، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بهم فَكُتِّفُوا، وكانوا سبعمائة مقاتل، فقام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أُبيّ حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد، أحسن في مواليّ، فأبطأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد، أحسن في مواليّ، فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب درع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربع مائة حاسر، وثلاث مائة دارع (١)، قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة، إني والله امرؤ أخشى الدوائر، فوهبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - له (٢)، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذرعات من أرض الشام، وقبض منهم أموالهم، وخمس غنائمهم صلوات الله وسلامه عليه (٣).

[٢ - ما فعله مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد:]

خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى معركة أحد، فلما صار بين أُحُد والمدينة انخزل عبد الله بن أُبيّ بنحو ثلث العسكر، ورجع بهم إلى المدينة فتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام، والد جابر رضي الله عنهما فوبّخهم، وحضّهم على الرجوع، وقال: تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا، قالوا: لو نعلم أنكم


(١) الحاسر: هو الذي لا درع له، والدارع: هو لابس الدرع. انظر: المعجم الوسيط، مادة ((حسر))، ١/ ١٧٢، ومادة ((درع))، ١/ ٢٨٠.
(٢) انظر: سيرة ابن هشام، ٢/ ٤٢٨، والبداية والنهاية لابن كثير، ٤/ ٤.
(٣) انظر: زاد المعاد، ٣/ ١٢٦، ١٩٠.

<<  <   >  >>