للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقومه: ((أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مُصدقيَّ؟) قالوا: ما جرّبنا عليك كذباً. قال: ((فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)) (١).

وفي حديث أبي سفيان مع هرقل حينما سأله عن أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلوكه، قال هرقل: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال أبو سفيان: قلت: لا ... ثم قال: ماذا يأمركم به؟ قال أبو سفيان: قلت: يقول: ((اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة ... ) ثم قال هرقل لأبي سفيان في نهاية الحديث: ((فإن كان ما تقول حقاً، فسيملك موضع قدميّ هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه)) (٢).

وفي حديث جعفر بن أبي طالب للنجاشي: أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحِّده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه: من الحجارة

والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة، وحسن الجوار، والكفّ


(١) البخاري، كتاب التفسير، سورة تبت، باب حدثنا يوسف، برقم٤٦٨٧، ومسلم، كتاب الإيمان، باب قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}، برقم ٥٢٩.
(٢) البخاري، كتاب بدء الوحي، باب حدثنا أبو اليمان، برقم ٧.

<<  <   >  >>