للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على هذا كان - رحمه الله - أول المجددين (١)، وله - رحمه الله - مواقف كثيرة حكيمة في دعوته إلى اللَّه، منها ما يلي:

[(أ) من مواقفه الحكيمة قبل الخلافة:]

له - رحمه الله - مواقف كثيرة قبل الخلافة مع الخلفاء منها:

١ - أقبل سليمان بن عبد الملك (٢) إلى جيشه ومعه عمر بن عبد العزيز، وفي ذلك المعسكر: الخيول والجمال والبغال والأثقال والرجال، فقال سليمان: ما تقول يا عمر في هذا؟ فقال: أرى دنيا يأكل بعضها بعضاً، وأنت المسؤول عن ذلك كله، فلما اقتربا من المعسكر إذا غراب قد أخذ لقمة في فيه من فسطاط سليمان وهو طائر بها، ونعب نعبةً، فقال له سليمان: ما هذا يا عمر؟ فقال: لا أدري. فقال: ما ظنك أنه يقول؟ قال عمر: كأنه يقول: من أين جاءت وأين يُذهَبُ بها؟ فقال له سليمان: ما أعجبك؟ فقال: عمر: أعجب ممن عرف اللَّه فعصاه، ومن عرف الشيطان فأطاعه، ومن عرف الدنيا فركن إليها (٣).

وهذه كلمات حكيمة في الدعوة إلى اللَّه موجهة إلى خليفة المسلمين، استغل عمر توجيهها إليه في الفرصة المناسبة، ملتزماً


(١) انظر: البداية والنهاية، ٩/ ٢٠٧، وعون المعبود، ١١/ ٣٨٧.
(٢) سليمان بن عبد الملك بن مروان، بويع بالخلافة بعد أخيه الوليد، له أعمال جليلة، وتوفي عاشر صفر، سنة ٩٩هـ. سير أعلام النبلاء، ٥/ ١١١.
(٣) انظر: مناقب عمر، لابن الجوزي، ص٥٢، والبداية والنهاية، ٩/ ١٩٥.

<<  <   >  >>