للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير هذا – يعنون قميصه المرقع – وركبت برذوناً (١)، لكان ذلك أعظم في أعين الروم، فقال: نحن قوم أعزنا اللَّه بالإسلام، فلا نطلب غير اللَّه بديلاً.

ثم سار عمر من الجابية إلى بيت المقدس، وقد تعبت دابته، فأتوه ببرذون فجعل يهملج به، فقال: لمن معه: احبسوا، احبسوا، فنزل عنه، وضرب وجهه، وقال: لا علّم اللَّه من علّمك، هذا من الخيلاء، ما كنت أظن الناس يركبون الشياطين، هاتوا جملي، ثم نزل وركب الجمل، ثم لم يركب برذوناً قبله ولا بعده (٢).

(ب) ولما قدم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الشام عرضت له مخاضة، فنزل عن بعيره، ونزع خُفَّيه، وأمسكهما بيده، وخاض الماء ومعه بعيره، فقال له أبو عبيدة: قد صنعت اليوم صنعاً عظيماً عند أهل الأرض، صنعت كذا وكذا، فصك عمر في صدره، وقال: أوَّه، لو غيرك يقولها يا أبا عبيدة، إنكم كنتم أذَّل الناس، وأحقر الناس، وأقلّ الناس، فأعزكم اللَّه بالإسلام، فمهما تطلبوا العزة بغيره يُذلكم اللَّه (٣).


(١) البرذون: الدابة، ويطلق على غير العربي من الخيل والبغال. انظر: القاموس المحيط، باب النون، فصل الباء، ص١٥٢٢، والمعجم الوسيط، مادة: برذن، ١/ ٤٨، ومختار الصحاح، مادة (برذن)، ص١٨.
(٢) انظر: البداية والنهاية، ٧/ ٥٧، ٧/ ٦٠، ٧/ ١٣٥، ومناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لابن الجوزي، ص١٥٠، ١٥١.
(٣) انظر: البداية والنهاية لابن كثير، ٧/ ٦٠، وأعلام المسلمين لخالد البيطار، ص٥٩، ومناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لابن الجوزي، ص١٥٠.

<<  <   >  >>