للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا ترتيب يحتاج إلى حكمة عظيمة، وعقل رصين، وهو من حسن سؤال هذا الرجل وملاحة سياقه وترتيبه (١).

ولم يقتصر على هذا، بل جاء بأمر آخر يدل على حكمته وصدقه في قوله، فإنه عرض على قومه الإسلام، وبين لهم بطلان اللات والعزى، وأنهما لا يضران ولا ينفعان، وغرس الإيمان في قلوبهم بأن اللَّه هو الضار النافع، وأن ما سواه عاجزٌ عن ذلك، وحمل إليهم جميع ما سمع من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فأسلموا في لحظة واحدة قبل الليل.

وهذا يدل على حكمة ضمام في دعوته قومه إلى اللَّه - تعالى -، فقد استخدم معهم هذا الموقف الحكيم وهذا الأسلوب الناجح المسدد، وهذا فضل عظيم لضمام، ولمن وفقه اللَّه بالدعوة إلى اللَّه بالحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً.

[المبحث السابع: موقف سعد بن معاذ في حكمه في بني قريظة]

كانت بنو قريظة أشد اليهود عداوة لرسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وقد نقضوا العهد مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب، وتحزّبوا مع الأحزاب، ونالوا من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بالسبّ ونقض العهد.

وبعد أن هُزِمَ الأحزاب رجع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، قالت


(١) انظر: شرح مسلم على النووي، ١/ ١٧٠، وفتح الباري، ١/ ١٤٩.

<<  <   >  >>