للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تمهيد:]

بعد أن انقرضت القرون المفضّلة - التي امتدحها رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بقوله:)) خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ... ((الحديث (١)، بعد ذلك جاء أناس يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم الضعف والخور، والبدع والخرافات، والصد عن دين اللَّه، ولكن - وللَّه الحمد والمنة - لا يزال حفظ اللَّه لهذا الدين قائماً، لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٢)، وتكفل اللَّه باستمرار الحفظ إلى قيام الساعة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر اللَّه، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر اللَّه وهم ظاهرون على الناس)) (٣).

وبيّن - صلى الله عليه وسلم - أن اللَّه يبعث لأمته على رأس كل قرن من يجدد لها دينها، ويبيّن لها أحكام الكتاب والسنة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن اللَّه يبعث


(١) البخاري مع الفتح، ٥/ ٢٥٩، كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد، برقم ٢٦٥٢، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الصحابة ثم الذين يلونهم، ٤/ ١٩٦٤، برقم ٢٥٣٣.
(٢) سورة الحجر، الآية: ٩.
(٣) أخرجه مسلم بلفظه في كتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: <لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم>، ٣/ ١٥٢٣، (رقم ١٠٣٧)، والبخاري مع الفتح، كتاب المناقب، باب حدثنا محمد بن المثنى ٦/ ٦٣٢، (رقم ٣٦٤٠).

<<  <   >  >>