للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جوامع الكلم)) (١)، وهو أن اللَّه - عز وجل - جمع له المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة.

ثم ذكر القواعد التي تدور عليها جميع أحكام الدين:

القاعدة الأولى: تحريم القول على اللَّه بلا علم، لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (٢).

القاعدة الثانية: أن كل شيء سكت عنه الشرع فهو عفو، لا يحل لأحد أن يحرمه أو يوجبه أو يستحبه أو يكرهه، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وسكت عن أشياء رحمةً بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها)) (٤).

القاعدة الثالثة: أن ترك الدليل الواضح والاستدلال بلفظ متشابه


(١) البخاري مع الفتح في كتاب التعبير، باب رؤيا الليل، ١٢/ ٣٩٠، برقم ٦٩٩٨، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ١/ ٣٧١، (رقم٥٢٣).
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٣٣.
(٣) سورة المائدة، الآية: ١٠١.
(٤) أخرجه الدارقطني، ٤/ ٢٩٧، ٢٩٨، وقال النووي في الأربعين: <حديث حسن>.

<<  <   >  >>