للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من بين حجاج يثرب اثنا عشر رجلاً، فيهم خمسة من الستة الذين

كانوا قد اتصلوا برسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في العام السابق، والتقوا حسب الموعد مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عند العقبة بمنى، وأسلموا وبايعوا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بيعة النساء (١).

عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عصابة من أصحابه: ((تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروفٍ، فمن وفى منكم فأجره على اللَّه، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره اللَّه عليه فأمره إلى اللَّه: إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه)) فبايعناه على ذلك (٢).

وبعد أن انتهت المبايعة، وانتهى الموسم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - مع هؤلاء مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ليعلم المسلمين شرائع الإسلام؛ وليقوم بنشر الإسلام، وقد قام بذلك - رضي الله عنه - أتم قيام، وفي موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة حضر لأداء الحج من يثرب ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان، وكلهم قد أسلموا.


(١) انظر: زاد المعاد، ٣/ ٤٦، ٤٤، والرحيق المختوم، ص١٣٩، والتاريخ الإسلامي، ٢/ ١٣٩، وهذا الحبيب يا محبّ، ص١٤٥، وسيرة ابن هشام، ٢/ ٣٨.
(٢) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة ٧/ ٢١٩ (رقم ٣٨٩٢)، وكتاب الإيمان، باب حدثنا أبو اليمان، ١/ ٦٤ (رقم ١٨).

<<  <   >  >>