للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، يتلقى من ربه الأوامر والنواهي، ويعلم أمته، فأصبح المسلمون صفاً واحداً، وامتزجت النفوس والعقليات، وتقوت الوحدة، وتآلفت الأرواح، وتعاونت الأجسام (١).

ولم يكن المسجد موضعاً لأداء الصلوات الخمس فحسب، بل كان جامعة يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام وتوجيهاته، ويجتمعون فيه، وتلتقي فيه العناصر القبلية المختلفة التي طالما نافرت بينها النزعات الجاهلية وحروبها وقاعدة لإدارة جميع الشؤون، وبثّ الانطلاقات، وموضعاً لعقد المجالس الاستشارية والتنفيذية.

ولهذا ما أقام رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بمكان في المدينة إلا كان أول ما يفعله بناء مسجد يجتمع فيه المؤمنون، فقد أقام مسجد قباء حين أقام فيها، وصلى الجمعة في بني سالم بن عوف، بين قباء والمدينة، في بطن وادي (رانوناء) فلما أن وصل إلى المدينة كان أول عمل عمله بناء المسجد فيها (٢).

[٢ - دعوة اليهود إلى الإسلام بالقول الحكيم:]

ومن قواعد الإصلاح والتأسيس التي قام بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن


(١) انظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، ٢/ ١٦١، ١٦٢، والرحيق المختوم، ص١٧٩.
(٢) انظر: السيرة النبوية دروس وعبر، ص٧٤، وفقه السيرة، ص١٨٩، وهذا الحبيب يا محبّ، ص١٨٠.

<<  <   >  >>